مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تُطلق رسمياً حملة "الكشف المبكر لحياة صحية"

أعلنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خلال مؤتمر صحفي في فندق شيراتون الدوحة عن الإطلاق الرسمي لحملة “الكشف المبكر لحياة صحية”، وهي حملة تروّج لنشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن السرطان في قطـر، وذلك بحضور مسؤولين من مؤسسات القطاعين العام والخاص المنوط بها تقديم نموذج جديد في الرعاية الصحية في قطر، والذي تناولته الاستراتيجية الوطنية للصحة 2011-2016.

تأتي خطوة تنفيذ هذا البرنامج بالتناغم مع أبرز توصيات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان لا سيما التوصية 5.2، والتي تدعو للحاجة إلى برنامج للكشف عن السرطان يشمل جميع سكان دولة قطر.

شهدت الفعالية حضور الدكتورة مريم علي عبد الملك، مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والشيخة لينا بنت ناصر بن خالد آل ثاني، إحدى أبرز الشخصيات القطرية الرائدة في الأعمال الخيرية، وسفيرة لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة وزارة الصحة العامة، والدكتورة صالحة بوجسوم، الرئيس المشارك في مجلس أورام سرطان الثدي،  والسيد نورمن هايمز، رئيس إدارة العمليات في شركة “رادنت.

تتولى تنفيذ البرنامج مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وهي مزوّد لمجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية في أنحاء دولة قطر. وقد جرى تفويض المؤسسة لقيادة المبادرة في إطار البرنامج الوطني لمكافحة السرطان، الذي أطلقه وزارة الصحة العامة، بهدف تبنّي أفضل الممارسات الدولية في الرعاية الممتازة لمرضى السرطان.

يهدف برنامج “الكشف المبكر لحياة صحية” إلى تشجيع السيدات في سن الخامسة والأربعين فما فوق، واللاتي لا يعانين من أية أعراض للمرض، على الفحص المبكر عن سرطان الثدي. كما تدعو الحملة إلى خضوع كل من الرجال والسيدات في سن 50 عاماً فما فوق، والذين لا يعانون من أي أعراض للمرض، للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء من خلال فحص البراز المناعي الكيميائي FIT. ويوصي وزارة الصحة العامة بالفحص للكشف المبكر عن سرطان الثدي مرة كل ثلاث سنوات، والفحص للكشف المبكر عن سرطان الأمعاء مرة كل عام.

وتشير أرقام المؤسسة الوطنية لسرطان الثدي إلى أن نسبة الشفاء من المرض عند اكتشافه في مرحلة مبكرة تبلغ 98%، في حين يؤكد تحالف سرطان الأمعاء أن نسبة النجاة من سرطان الأمعاء عند اكتشافه في مرحلة مبكرة تبلغ 90%.

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة العامة، فإن من بين أبرز أنواع السرطان الرئيسية في قطر يمثل سرطان الثدي 17.42%، بينما يشكّل سرطان الأمعاء 10.55%. وفيما يتعلق بالمجموعات العمرية للسيدات اللاتي يعانين من الإصابة بسرطان الثدي أظهرت الأرقام أن السيدات من عمر 45-49 عاماً يمثلن النسبة الأعلى 16.2%. ومن جانب آخر، تبلغ الإصابة بسرطان الأمعاء في المجموعة العمرية 50-54 نسبة 15.2% لدى الرجال و18.4% للسيدات.

وقالت الدكتورة مريم علي عبد الملك، مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية : ” تعد هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تنفيذ برنامج وطني للكشف المبكر عن السرطان من خلال هيئة رسمية، لكافة السكان في مختلف ربوع دولة قطر. ومن خلال مرافقنا العصرية في مراكزنا الصحية المخصصة للكشف المبكر عن السرطان في كل من الوكرة و لعبيب وروضة الخيل، وكذلك المركز المتنقل؛ دخلنا في شراكة مع نخبة من الخبراء الروّاد في توفير الأنظمة والتقنيات من القطاع الخاص، حيث شرعت المؤسسة في أداء المهمة الموكلة إليها بكل جد، والرامية إلى تشجيع الناس على اتخاذ الخيار الأمثل من أجل صحتهم وراحة البال لهم ولأسرهم، وذلك لأن قرار الكشف المبكر عن السرطان لا يتوقف أثره على المريض وحده بل يمتد إلى جميع أفراد الأسرة. “

من جانبه قال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة  وزارة الصحة العامة: “يسر البرنامج الوطني للسرطان تحت توجيهات وزارة الصحة العامة، وسعادة السيد عبد الله خالد القحطاني، وزير الصحة العامة،  حضور إطلاق خدمات الكشف المبكر لسرطاني الثدي والأمعاء في دولة قطر .يسبب السرطان الحزن الشديد لدى القطريين ويؤثر في معظمنا، إنما في وقتنا الحاضر لم يعد السرطان مرضا قاتلا لا سيما مع توفر وسائل التشخيص المبكر، الأمر الضروري لبقاء طويل الأمد ولرعاية وعلاج ناجحين. يساعد الكشف المبكر على تشخيص مرض السرطان في وقت مبكر وهو طريقة مهمة لضمان البقاء على قيد الحياة والعلاج في الوقت المناسب. بالتالي، فإن وزارة الصحة العامة مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية هم المؤسسات المسؤولة عن خدمة الكشف المبكر الجديدة حيث تلعب كل مؤسسة دورا حاسما مما يبين أهمية تنسيق الرعاية عبر النظام الصحي.”

من جانبها قالت الشيخة لينا بنت ناصر بن خالد آل ثاني: ” يسجّل اليوم فصلاً تاريخياً جديدا في جهود محاربة الدولة لسرطان الثدي. وإنني كقطرية فخورة بما يقدمة القطاع الصحي من مبادارت وجهود تساهم في تعزيز صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء. وإنه لشرف كبير أن اكون جزءا من هذا البرنامج الهام، وبصفتي سفيرة البرنامج سأعمل بالتعاون مع الأطراف المعنية على نشر الوعي بين السيدات القطريات بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وأهمية ذلك في مكافحة المرض والقضاء عليه في مراحلة المبكرة.”

وفي إطار سعيها لضمان تحقيق هذه الرؤية ونجاح الحملة؛ استقطبت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خبرات تحالف دولي من الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال يضم “فوجي فيلم” اليابانية التي ستعمل على توفير الأجهزة الطبية والنظم المعلوماتية، وشركة “رادنت” الأمريكية التي تقدّم خدمات تشغيل المراكز، وشركة “سبشيلايزد ميديكال سولوشونز” المسؤولة عن تقديم الدعم الإداري في الدوحة.

وقال السيد “نورمان هايمز”، رئيس العمليات في “رادنت” : ” تملك شركة “رادنت” خبرات واسعة اكتسبتها عبر العديد من المبادرات مثل الأبحاث والتعليم والتقنية التي أشرفت عليها والتي تميزت جميعها بأفضل الممارسات الطبية والجودة.  وتمثل هذه الخبرات التي اجتمعت مع شركة “سبشيلايزد ميديكال سولوشونز” المسؤولة عن تقديم الدعم الإداري في الدوحة، وشركة “فوجي فيلم” اليابانية التي ستعمل على توفير الأجهزة الطبية والنظم المعلوماتية، القاعدة الأساسية التي نرتكز عليها في تقديم خدمات فحص منظمة ومنسقة عبر مرافق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر. ولذلك يشرفنا أن تُتاح لنا هذه الفرصة لندعم رؤية دولة قطر.”

وفي تصريح للدكتورة صالحة بوجسوم، الرئيس المشارك في مجلس أورام سرطان الثدي من مؤسسة حمد الطبية المزود الصحي الرئيسي في دولة قطر، هنأت فيه مؤسسة الرعاية الأولية على إطلاق هذا البرنامج، وأكدت أن إطلاق برنامج “الكشف المبكر لحياة صحية” هو إثبات للجهود التي تبذلها الدولة للمحافظة على صحة ورفاهية المواطنين والمقيمين من خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء. بالتالي، واعترافا منها بمدى الأثر الذي يتركه مرض السرطان على المجتمع تلتزم مؤسسة حمد بالعمل يدا بيد مع جميع الأطراف التي تنفذ هذا البرنامج لتوفير أفضل رعاية للمريض ولعائلته من خلال العمل بشكل دائم على تحسين وتطوير الخدمات المقدّمة.

وسوف يبدأ مركز الوكرة للكشف عن سرطان الثدي والأمعاء، والذي يقع ضمن مقار مركز الوكرة الصحي، في استقبال المرضى إعتباراً من يناير 2016. ويعقُب ذلك إطلاق الوحدة المتنقلة وكذلك مركزي الكشف عن سرطان الثدي والأمعاء في لعبيب، إلى جانب مركز روضة الخيل خلال الأشهر القليلة القادمة. كما ستطلق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مركز إتصال خاص بالكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمعاء.